إلى الهيئات الحسينية

هوية الکتاب

اية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف)

الطبعة الأولى/ 1421ه_ / 2001م

مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 6080 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@shiacenter.com

الطلیعة

بسم الله الرحمن الرحيم

ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ

صدق الله العلي العظيم

سورة الحج: 32

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الظروف العصبية التي تمر بالعالم...

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضمض...

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع...

والحاجة الماسة إلى نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلى إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلى الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبعث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقد راجعها الإمام الشيرازي وأضاف عليها فأصبحت على شكل كتيبات، وقد قمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غداً أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

*لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ*(1).

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلى وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلى العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

وتطبيقاً عملياً وسلوكياً للآية الكريمة:

*فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ*(2).

فان مؤلفات سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تنقسم:

أولاً: التنوع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها

إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتى علوم الإسلام المختلفة، أخذاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت _ حتى الآن _ المائة والعشرين مجلداً، حيث تعد إلى اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية في تاريخ الإسلام ومروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخرى.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال_(150) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منها الرؤى والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك_(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولى العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلى النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلى الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر

بيروت لبنان

ص.ب: 6080/13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@shiacenter.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

الشيعة وقبور الأئمة عليهم السلام

قال الإمام الرضا عليه السلام: «إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن

زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة»(3).

ان لقبور أهل البيت عليهم السلام ومراقدهم الشريفة فائدة دنيوية كبيرة للشيعة ولجميع الناس، كما لها فائدة أخروية وهي نيل الشفاعة لمن زارهم واعتقد بولايتهم، وقد مرت الشيعة بظروف سياسية مختلفة نتيجة تجمعها حول قبور أئمتها، وصعوبات عديدة فرضها الحاكمون وغيرهم من الدخلاء الأجانب ومع كل ذلك صمدوا واستقاموا في سبيل الله، وكانت الهيئات الحسينية تتحمل مسؤوليات عديدة على عاتقها لتنظيم وإحياء المراسيم والشعائر في كافة المناسبات كالوفيات والمواليد المباركة وعيد الغدير الأغر، ومنها الهيئات المباركة التي نراها هذه الأيام والتي تحمل تاريخاً مشرقاً لخدمة أهل البيت عليهم السلام سواء في العراق أو في غيره، والبعض من هذه الهيئات المباركة يتحمل السفر ومشاق الطريق لأجل تهيئة موكب وإقامة عزاء، كمن يسافر من كربلاء إلى الكاظمية حيث مرقد الإمامين الجوادين عليهما السلام ومن يسافر إلى النجف الأشرف في أيام شهادة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وأيام عيد الغدير، ومن يأتي إلى كربلاء المقدسة أيام عاشوراء وزيارة الأربعين وليالي الجمعة، وكذلك من يتحمل عناء السفر من مشهد الإمام الرضا عليه السلام إلى قم المقدسة حيث قبر فاطمة المعصومة عليها السلام، وغيرها من المدن التي تضم مراقد أهل البيت عليهم السلام ومواليهم.

فمن جملة الفوائد التي ترتبت على انتشار قبور الأئمة عليهم السلام في مشارق الأرض ومغاربها هي زيادة الروابط الودية والتآخي والتعارف بين أبناء الشيعة، وذلك عند تلاقيهم في المناسبات والزيارات الخاصة أو العامة لهذه القبور، وهذا الحشد كان ولا يزال يمثل ثقلاً سياسياً وعقائدياً في المجتمع العالمي، وهناك فوائد اجتماعية واقتصادية وغيرها لهذه المسألة، فضلاً عن أن وجود قبور الأئمة عليهم السلام في هذه

البلدان رحمة لأهلها وسبب نيلهم الأجر والثواب لخدمة الناس والزوار.

توسع المدن بمراقدهم عليهم السلام

كما ان المناطق التي توجد فيها القبور جذبت الشيعة والمؤمنين حولها للإقامة فيها، وهذا الاجتماع مصدر قوة لا يستهان به، ومن هنا أخذ الأعداء يحاربون مراقد أهل البيت عليهم السلام وربما سببوا مواجهات بين الشيعة الموالين وبين الحكومات الجائرة والظالمة على مر التاريخ. وبما أن الأمة الإسلامية تمر أحياناً بحالات من الضعف نتيجة عوامل لا مجال لذكرها هنا، سمحت للكثير من المنحرفين وأصحاب الشبهات والبدع من الجهلة إلى التجاوز على هذه المناطق المقدسة والمعتقدات الشريفة، فالوهابيون(4) مثلاً قاموا بتخريب قبور أئمة البقيع سنة (1343ه_) حين انتزعوا الحجاز من الشريف حسين(5) واستولوا عليه، ومن قبل هجموا على كربلاء المقدسة مرتين وعاثوا فيها فساداً وقتلاً وتخريباً مركزين حقدهم على الحرم الحسيني الشريف وذلك عام (1216ه_).

وظلت القبور الطاهرة في البقيع على حالها إلى الآن، ومن المعلوم أن قبور أخرى كثيرة كانت هناك، فبالإضافة إلى القبور الأربعة للائمة المعصومين عليهم السلام، فهناك رواية تقول بأن فاطمة الزهراء عليها السلام قد دفنت في البقيع مع اختلاف بين المؤرخين حول مكان دفنها(6) (سلام الله عليها) وهناك في البقيع قبر أم البنين (رضوان الله عليها) وقبور أخرى لذرية الرسول صلي الله عليه و اله وآله الأطهار، مضافاً إلى بعض الصحابة المؤمنين.

ولئن جرت المقادير بأن تكون هذه القبور تحت إشراف الزمرة الوهابية فالمحصلة تكون مزيداً من الظلم والتعسف والتخريب للآثار الإسلامية والتاريخية وعدم معرفة حقها وعدم الاهتمام لما ينبغي، على عكس المراقد المقدسة التي هي تحت إشراف الشيعة، كما هو الحال بالنسبة إلى الضريح الشريف للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أو المرقد الشريف في قم المقدسة للعلوية فاطمة المعصومة (سلام الله

عليها) إذ يحف الشيعة بهذه القبور الطاهرة، ويتوسلون بها إلى الله، وقد جاء عن الإمام الرضا عليه السلام عندما سئل عن زيارة فاطمة بنت موسى عليها السلام: «من زارها فله الجنة»(7).

وقال عليه السلام: « من زار قبر عمتي بقم في الجنة»(8).

ولابد من القول هنا أن مدينة قم المقدسة ما صارت بهذا الشكل لولا وجود قبر فاطمة المعصومة (سلام الله عليها)، إذ كانت مدينة قم قبل ذلك عبارة عن مجموعة من القرى تصل إلى سبع قرى، ولا يصل تعداد سكانها إلى أكثر من ثلاثة آلاف نسمة وكان سكانها في السابق من بعض اليهود والمجوس وعبدة النار.

أما اليوم فان قم المقدسة هي مدينة كبيرة مترامية الأطراف، وأكثر سكانها من الشيعة. وما ذلك إلا بفضل السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام.

وصايا تخص الهيئات المقيمة في المشاهد المشرفة

ومن هنا تكون واجبات على الهيئات الشريفة التي تسكن في هذه البلاد الطاهرة من مشهد الرضا عليه السلام المقدس وقم وكربلاء والنجف والكاظمين وما أشبه، نذكر بعضها:

معرفة الإمام

منها: انه لابد من معرفة الإمام المعصوم المدفون في تلك البقعة معرفة حقيقية والعمل بما أراده عليه السلام، من الدفاع عن الإسلام ونشر مفاهيمه، وكما هو واضح أن الأئمة عليهم السلام جميعاً لا يمنعهم الموت من سماع الأحياء أو رؤيتهم كما نقرأ ذلك في الزيارات، قال الشيخ الكفعمي رحمة الله عليه تقرأ في أذن الدخول لزيارة النبي صلي الله عليه و اله أو أحد الأئمة عليهم السلام: «.. واعلم ان رسولك وخلفائك عليهم السلام أحياء عندك يرزقون، يرون مقامي ويسمعون كلامي ويردّون سلامي..»(9). فهم عليهم السلام يسمعون الأحياء ويردون جوابهم، فان الإنسان حينما يرتفع عن الدنيا والماديات سوف يسمع ويرى كثيراً مما لم يكن يسمعه أو يراه في الدنيا هذا بالنسبة إلى الإنسان العادي فكيف بالأنبياء والأئمة الصالحين عليهم السلام، فمما يذكر عن شيخ الطائفة الطوسي رحمة الله عليه أنه كان يسلم على الإمام الرضا عليه السلام من مدينة النجف الأشرف في العراق ثم يسمع جواب الإمام الرضا عليه السلام.

شكر النعمة

ومنها: أنه يلزم على الإنسان المقيم في المشاهد المشرفة أن يشكر الله على هذه النعمة الكبيرة وهي مجاورته للإمام عليه السلام، وأن يقدر هذه النعمة ويذكرها دائماً ويؤدي ما عليه من واجبات تجاهها، فان الإنسان إذا لم يشكر نعمة الله عليه فلربما يأتي يوم يرفع الله هذه النعمة منه، كما قال تعالى في القرآن الكريم *لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ *(10).

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده، وبنا يفوز من فاز»(11).

ومنها: انه يلزم التفكير والسعي لتأسيس وتقوية الحوزات العليمة عند المراقد المطهرة، فمثلاً ان الحوزة العلمية اليوم في مشهد الإمام الرضا عليه السلام تضم حوالي

سبعة آلاف من الطلبة وأهل العلم في حين أن المطلوب أن تكون الحوزة هناك أوسع من هذا بكثير، فتضم على أقل تقدير خمسين ألفاً، وتقوية ذلك بأيدينا فان كل عائلة قادرة على إرسال أحد أبنائها إلى الحوزة عليها أن ترسله، ولو أن هذه الخطوة ستواجه مشاكل كثيرة، إلا انه لابد للإنسان المؤمن أن يتحمل ذلك، فيرسل أحد أبنائه والذي يتميز بالذكاء والفطنة والرغبة في الدرس، وهذا الابن لو وفق وصار من طلاب العلوم الإسلامية، فانه سوف يصبح أحد خدام وجنود الإمام صاحب الزمان *، وسوف يصبح الحامي لحرم الأئمة المعصومين عليهم السلام والمدافع عنهم في كل حين. بل المدافع عن بيضة الإسلام كله.

قلة طلاب العلوم الدينية

وفي الحقيقة إن عدد طلاب العلوم الدينية قليل جداً، قياساً إلى تعداد الشيعة وحاجة الإسلام اليوم إلى أكبر قدر ممكن من الدعوة إليه، ففي قم المقدسة يوجد حوالي عشرون ألف طالب، وفي مشهد حوالي سبعة آلاف، في حين أن الوهابيين صار عدد طلاب مدارسهم في مكة لوحدها أضعاف ذلك ولذا ترى أن الوهابيين يملكون منافذ كثيرة في العالم لترويج أفكارهم ففي السعودية لديهم مراكز كثيرة لاستقبال الطلبة، فهناك مركز في مكة وآخر في المدينة، وفي الرياض وفي بعض المدن الأخرى مضافاً إلى مدارسهم وحوزاتهم في العديد من الدول الإسلامية، ومن الطبيعي حينما يكون عدد الطلبة والمبلغين عند الوهابية أكثر منا، فانهم سيسبقوننا في نشر أفكارهم، ويصبح لهم النفوذ الأعظم حيث قال تعالى: *كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ*(12).

ألم تكن مكة المكرمة في السابق مدينة من مدن المسلمين يزورها كل من يرغب إليها وكذلك المدينة المنورة فكان يزورها كل مسلم وبكامل حريته لزيارة مرقد رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الأطهار عليهم

السلام، فكان المرء يسافر إلى مكة كما يسافر الإنسان اليوم من أصفهان إلى شيراز، أما ما نراه اليوم من كثرة القيود لمن يريد السفر لزيارة بيت الله وزيارة قبر رسول الله صلي الله عليه و اله فهو من جور وتآمر الوهابيين على الإسلام، فهم الذين وضعوا هذه العراقيل أمام ذهاب المسلمين إلى مكة والمدينة.

المجالس الحسينية

ومن أهم ما يلزم على كل إنسان موال لأهل البيت عليهم السلام أن يقيم كل واحد مجلساً حسينياً في بيته في كل أسبوع مرة، أو كل أسبوعين مرة، أو كل شهر مرة، فان لإقامة هذه المجالس فوائد كثيرة، منها: ذكر أهل البيت عليهم السلام وهي عبادة، ومنها: إن إقامة المجالس لذكرهم عليهم السلام يدفع البلاء والمشكلات، وتنزل الملائكة على ذلك المكان، وهذا يؤكد حبنا لهم عليهم السلام ويشدنا نحوهم، ويربطنا بهم، مما يوجب سعادة الدنيا والآخرة.

فقد جاء عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: «تجلسون وتتحدثون؟» قال: قلت جعلت فداك نعم، قال: «إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا، إنه من ذَكَرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذبابة غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر»(13).

وقال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام: «أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفاً في الجنة يسكنها أحقاباً»(14).

وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار»(15).

وعن أبي هارون المكفوف قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: «يا أبا هارون أنشدني في الحسين عليه السلام» قال: فأنشدته فبكى فقال: «أنشدني كما تنشدون» يعني بالرقة، قال: فأنشدته:

أمرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكية

قال: فبكى،

ثم قال: «زدني» قال: فأنشدته القصيدة الأخرى، قال: فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر. قال: فلما فرغت. قال لي: « يا أبا هارون من أنشد في الحسين عليه السلام شعراً فبكى وأبكى عشراً كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى واحداً كتبت لهما الجنة، ومن ذكر الحسين عليه السلام عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة»(16).

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه ماء ولو قدر مثل جناح البعوضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة وجعل ذلك حجاباً بينه وبين النار..»(17).

ثمار المجالس

ومن أهم ثمار هذه المجالس كثرة الثواب ومما يوجب ثقل ميزان الإنسان في يوم القيامة، فمثلاً كم سيذكر فيها الصلاة على محمد وآل محمد؟ وهذه الصلوات مثقلة للميزان.

كما ورد في الروايات، فقد جاء عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: أنا عند الميزان يوم القيامة فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة عليّ حتى أثقل بها حسناته»(18).

وعن عبد السلام بن نعيم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء إلا الصلاة على النبي وآله، فقال عليه السلام: «لم يخرج أحد بأفضل مما خرجت»(19).

وقال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «كل دعاء محجوب عن السماء حتى تصلي على محمد وآله»(20).

وعن أحدهما عليهما السلام قال: «ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد، إن الرجل ليوضع علمه

في الميزان فيميل به فيخرج النبي صلي الله عليه و اله الصلاة عليه وآله فيضعها في ميزانه فيرجح به»(21).

ترسيخ حب أهل البيت عليهم السلام

ومن أهم الفوائد الأخرى ما قاله أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «إن حبنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر»(22).

فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «لكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت..»(23).

وقال صلي الله عليه و اله: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت»(24).

إذن لابد من المحافظة والحرص الشديد على إقامة المجالس الحسينية، وان هذه المجالس لو حضرها حتى القليل كأهل الدار ومن يجاورهم وكان عدد الحاضرين خمسة أو عشرة فقط وصعد الخطيب المنبر وتحدث لهم عن الأخلاق أو التفسير أو عن التاريخ الإسلامي أو عن الأحكام الشرعية والواجبات والمحرمات، فإنكم ستستفيدون ويستفيد أبناؤكم ويستفيد أهل الدار جميعاً.

المجالس الحسينية والعائلة

ويلزم اصطحاب الأطفال والنساء للمجالس الحسينية، مع حفظ الموازين الشرعية بأن يخصص للنساء مكاناً خاصاً، فالمرأة لها حقوق كثيرة في دين الإسلام، وعلى عهد الرسول صلي الله عليه و اله كانت النساء يأتين لمسجد الرسول صلي الله عليه و اله لأداء فريضة الصلاة، وإن النبي صلي الله عليه و اله حينما كان يخرج للحرب كان يأخذ معه النساء، فإذا لم تحضر النساء هذه المجالس فمن أين يتعلمن الأحكام الشرعية؟ وهكذا الأطفال، فعلينا أن نربيهم على ولاء أهل البيت عليهم السلام وعلى معرفة القرآن والأحكام الإسلامية.

ثم إن الله تبارك وتعالى لم يستثن النساء من التكليف، إنما جعل التكليف على الرجال والنساء معاً، فقد جاء في القرآن الكريم: *مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ...*(25).

وهنا لابد لنا من توصية لنسائنا المؤمنات بالالتزام الكامل لأوامر الشريعة

السمحاء، واحترامها ومراعاة توصيات أهل البيت عليهم السلام وجميع الأحكام الشرعية كمسألة غض البصر وترك الزينة في الأماكن العامة، لاسيما عند زيارة الأئمة وأولادهم عليهم السلام، ومراعاة الحجاب الإسلامي الكامل.

فقد قال تعالى: *وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءابَائِهِنَّ أَوْ ءابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *(26).

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله: «أنه نهى المرأة أن تضرب برجليها الأرض ليسمع صوت خلخاها ويعلم ما خفي من زينتها»(27)، وعدم التهاون في الصلاة، وبالأخص إذا أقيمت صلاة جماعة، وعقد محافل القرآن ومجالس التعزية، وان لا تكون مجالس النساء عبارة عن اجتماع للتحدث في الأمور الدنيوية والقضايا التي لا نفع من ورائها، بل يجب أن تكون نساؤنا متأسيات بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والحوراء زينب عليها السلام وكيف كانت في نفس الوقت إنسانة عالمة فاضلة وشجاعة وعابدة ومجاهدة، هكذا يجب أن تكون المرأة الشيعية تنطلق من العفاف إلى العلم والعبادة وطاعة المولى وتعظيم الشعائر بشكل صحيح غير مناف للأحكام.

معرفة المعصوم

الموضوع الآخر هو لزوم نشر معارف أهل البيت عليهم السلام عبر مختلف الوسائل من الكتب والصحف والإذاعات وما أشبه، فعلينا معرفة معارف الإمام المعصوم عليه السلام أولاً ثم نشرها ليستفيد منها العالمون. وخصوصاً من يسكنون إلى جوار الأئمة عليهم السلام، فالإمام له بحر

بل أبحر من المعرفة، فقد جاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون» قال: ثم سكت هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه، فقال: «علمت ذلك من كتاب الله عزوجل، إن الله عز وجل يقول:* وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ* (28)»(29).

فعلم الإنسان العادي ما هو إلا وعاء ماء مقابل علوم الإمام التي هي أكبر من سعة البحر الهادر.

فان هؤلاء أئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ليسوا خلقاً عادياً، بل هم أوتاد الأرض، وأركان الكون، وعماد الدين. وقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام انه قال: «فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات، ضلّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء…»(30).

نعم، إن الله عز وجل أبقاهم مناراً للبشر ووسيلة لسعادتهم رغم مرور أكثر من (1400) عام على الدعوة والرسالة التي حملوها، بل لو قدر الله أن تبقى الأرض ومن فيها أربعين مليون سنة أو أكثر لأبقاهم الله، رغم طمع الأعداء في تهديم قبورهم وإزالتها، فإنها ملجأ المؤمنين ومقصد المخلصين، كما في قوله تعالى: *مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ*(31).

فان *مَا عِنْدَكُمْ* أيها البشر *يَنفَدُ * يتم ويخلص، ولنفرض أنكم حصلتم من وراء نقضكم للعهد على ملك الدنيا فإنه فانٍ زائل *وَمَا عِنْدَ اللهِ* من الأجر والثواب المترتب على الوفاء بالعهد *بَاقٍ* أبد الآبدين. فإنا نرى الإمام المرتضى علي بن أبي طالب عليه السلام حين قيل له في الشورى: نبايعك على كتاب الله، وسنة رسوله صلي الله عليه و اله وسيرة الشيخين، رفض

الشرط الأخير من الجمل الثلاث، ولم ينل الإمبراطورية الإسلامية لأجل هذا الرفض. وقبل عثمان الثلاث لكنه خالف(32)، فنرى جزاء الإمام عليه السلام في الدنيا لصبره إلى اليوم، أما عثمان، فكان جزائه في نقضه للعهد ما رأينا إلى هذا اليوم، وثم قيل للإمام عليه السلام أن إبقاء معاوية لأيام قلائل يمهد له الإمبراطورية الهادئة، لكن الإمام عليه السلام رفض، ومعاوية غدر واهتبل، فما مصيره في الدنيا إلا اللعن والعار، بينما مصير الإمام عليه السلام الصابر ما نراه. وفي الإسلام أمثلة كثيرة ترشد إلى مصير الوفي الصابر، وإن رفت الوية الغادر المستعجل أياماً..(33)

ولما كان الأئمة عليهم السلام يمثلون إرادة الله، ولما كانوا أقرب الخلق إلى الله عزوجل، فهم يستمدون كل شيء من الله، والله جعلهم مصدر فيوضاته وألطافه وهم محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) فلذلك لا ينفذ ما عندهم.

نفحات من حب أهل البيت عليهم السلام

من بركات المراقد الشريفة، حصول المعجزات وظهور الكرامات، واستجابة الدعاء وشفاء المرضى وقضاء الحوائج.

كان في كربلاء المقدسة أحد طلاب العلوم الدينية وذلك في زمان الشيخ مرتضى الأنصاري رحمة الله عليه، اسمه الشيخ ابراهيم، وكان هذا الشيخ بحاجة إلى الزواج، والى مبلغ من المال لأداء الحج ولقضاء دينه، فجاء إلى حرم أبي الفضل العباس عليه السلام وطلب حاجته، ثم انتظر يوماً ويومين وثلاثة حتى ستة أشهر، وفي أحد الأيام حينما كان جالساً في حرم أبي الفضل العباس عليه السلام، وبعد أن مرت عليه أيام صعبة لما يعانيه من ضائقة العيش، فقد قضى ستة أشهر ينتظر أن تقضى له حاجته، ولكن الإجابة تأخرت لمصلحة ما، وفجأة نظر إلى امرأة من أهل البادية قد دخلت ضريح أبي الفضل العباس عليه السلام وهي تأخذ بيد طفلة لها اشتد بها المرض

حيث كانت مصابة بمرض (الكزاز) وقد طوي بدنها لشدة المرض، فقالت الأم مخاطبة أبا الفضل عليه السلام: يا أبا فاضل، إني أريد أن يشفي الله ابنتي بالجاه الذي عندك، فشفيت البنت من ساعتها، فراحت الأم تزغرد بالهلاهل وتنثر الحلوى على الزوار، فغضب الشيخ إبراهيم مما رأى وراح يخاطب أبا الفضل العباس عليه السلام بلهجة غير التي تناسب مقامه، إذ قال: يا أبا الفضل أهكذا تقضي حاجة البدوية وأنا طالب علم ورجل دين ولا تقضي حاجتي فلا نفع لي بهذه الملابس التي ارتديها _ زي طلاب العلوم الدينية _ وإني من الآن سأرجع إلى مدينتي التي قدمت إليكم منها (إيران) واترك الدراسة فإنكم قد خيبتموني، وبعد أن خرج من ضريح العباس عليه السلام، قال: لا بأس بتوديع الإمام الحسين عليه السلام، وبينما هو كذلك بين ضريح العباس عليه السلام وضريح الحسين عليه السلام، أوقفه شخص وقال له: هل أنت الشيخ إبراهيم؟

قال له: نعم.

قال: يا شيخ إبراهيم ان الشيخ مرتضى الأنصاري يطلبك الآن أن تحضر عنده، ولم يكن الشيخ إبراهيم معروفاً عند الشيخ الأنصاري من قبل، فلما ذهب ودخل على الشيخ الأنصاري رحمة الله عليه قال له الشيخ الأنصاري: خذ كيس النقود هذا يا شيخ إبراهيم، واذهب لإنجاز ما طلبته من الإمام، ولكن لا ينبغي أن تكلم الإمام عليه السلام والأولياء الصالحين بهذه اللهجة في المرة القادمة.

نعم، إن حب أهل البيت عليهم السلام والالتزام بتعاليمهم والتشرف بمجاورتهم وخدمتهم سواء كانت الخدمة علمية أو عملية له ثمرة دنيوية وأخروية، أما الأخروية فينال الشفاعة بشرطها وشروطها، وأما الفائدة الدنيوية فهي متمثلة في قضاء الحوائج والصفاء الروحي والعون في جميع الأمور الحرجة، ولكن مع ذلك فالمعصوم بإذن الله تعالى يستجيب

لدعوة المحتاج ويقضي حاجته، وأما ما علينا في قصة الشيخ إبراهيم والمرأة البدوية فان ذلك امتحان للشيعة بقدر المعرفة، فان ما يحمله الشيخ من معرفة يوجب عليه الصبر، أما المرأة البدوية فانها لا تعرف ذلك وإنما تعرف أن الإمام عليه السلام سيقضي حاجتها.

إلى الهيئات عامة

وعلى كافة الهيئات أيضاً بالإضافة إلى ما تقدم من الوصايا أن تعمل على:

أولاً: وضع برنامج متكامل يؤكد ويعمق من خلاله حب أهل البيت عليهم السلام في كل فرد، وهذا الحب يجب أن يكون عن وعي وفهم، فان الحب الساذج من دون وعي، لعله يتصدع في المواقف الحرجة، كما مر في القصة الآنفة الذكر، ان صياغة الحب ونقشه في الصدور يقع أيضاً على عاتق الهيئات الحسينية بما تقيمه من مجالس، وإحياء المراسيم الإسلامية ودعوة الخطباء وغيرها من الأمور التي تحيي القلوب وتقلل من انشداد الإنسان بالدنيا، بل تدعوه إلى العروج بالروح عالياً مع فكر أهل البيت عليهم السلام.

ثانياً: لابد من الاهتمام بالقرآن الكريم وإقامة المحافل المتعددة لقراءة القرآن وتعليمه وحفظه وخاصة للأطفال؛ لأنهم قوة الإسلام في المستقبل، وكذلك الشباب والنساء، فعلى الجميع أن ينهل من هذا المنهل العذب، ليتزين بأحكامه وتعاليمه، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: «التعلم في الصغر كالنقش في الحجر»(34).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «معاشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي...»(35).

ثالثاً: إقامة مجالس تذكر فيها الأحكام الشرعية المبتلى بها عند الناس وتدريس الأمور العقائدية المهمة التي تجب على كل أحد معرفتها، من قبيل أصول الإسلام وفروعه، وأصول المذهب وفروعه، وتأريخ المذهب وحياة الأئمة عليهم السلام وتصديهم الخالد للطواغيت، والمسائل الفقهية المبتلى بها يومياً.

رابعاً: لتكن مراكز الهيئات ملتقى للأخوة الإسلامية، ومكان للتآخي والتحابب والصدق وذكر الله، والإخلاص

في جميع علاقاتنا مع الناس، ومع الأسرة، ومع الأولاد، ومع الأصدقاء وفي الدرجة الأولى علاقتنا مع الله عزوجل ثم علاقتنا مع الأئمة عليهم السلام ثم مع الناس.

وفي الختام نسأل الله عزوجل أن يوفقنا للمزيد من معرفة القرآن والعترة الطاهرة انه سميع مجيب.

اللهم صل على محمد وآل محمد،

اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع،

وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع(36)،

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

من هدي القرآن الحكيم

تعريف الإسلام للناس

قال تعالى: *وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وعمل صالحاً*(37).

إقامة مجالس الوعظ والإرشاد

قال سبحانه: *ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ*(38).

إقامة مجالس التفقه في الدين

قال تعالى: *فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ*(39).

الاهتمام بالأعمال الخيرية

قال تعالى: *وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى*(40).

لزوم اتباع الأئمة المعصومين عليهم السلام

قال سبحانه: *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ*(41).

قال تعالى: *إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ*(42).

وقال عزوجل: *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ*(43).

ضرورة إقامة المجالس الحسينية

قال تعالى: *ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ*(44).

وقال سبحانه: *أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ*(45).

الاهتمام كثيراً بتعليم القرآن الكريم

قال عزوجل: *أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ*(46).

وقال تعالى: *وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ*(47).

وقال جل وعلا: *وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْءانَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ*(48).

وقال سبحانه: *كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ*(49).

من هدي السنة المطهرة

نشر حب أهل البيت عليهم السلام

قال الإمام الباقر عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة: عند الوفاة وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط»(50).

الاهتمام بالقرآن وتعليمه

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»(51).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ومن تعلم القرآن وتواضع في العلم وعلم عباد الله وهو يريد ما عند الله، لم يكن في الجنة أعظم ثواباً منه ولا أعلى منزلة منه..»(52).

إقامة مجالس التفقه في الدين

قال الإمام الكاظم عليه السلام:

«تفقهوا في الدين فان الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملاً»(53).

لزوم معرفة الإمام المعصوم

قال الإمام الصادق عليه السلام في قوله الله عزوجل: *وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً*(54) فقال: «طاعة الله ومعرفة الإمام»(55).

وعن أحدهما عليهما السلام أنه قال: «لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمة كلهم وإمام زمانه ويرد إليه ويسلم له ثم قال: كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأول؟!»(56).

وقال الإمام أبو الحسن عليه السلام في قوله *وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ*(57) قال: «يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى»(58).

وفيما كتب الإمام الرضا عليه السلام للمأمون من شرائع الدين: «من مات ولم يعرفهم _ الأئمة عليهم السلام _ مات ميتة جاهلية»(59).

ضرورة إقامة المجالس الحسينية

قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي عمار المنشد:

«يا أبا عمار أنشدني في الحسين بن علي قال: فأنشدته فبكى ثم أنشدته فبكى قال: فوالله مازلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار»(60).

أخبر رسول الله صلي الله عليه و اله ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين عليه السلام وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة عليها السلامبكاءاً شديداً.. وقالت: «يا أبت فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟

فقال النبي صلي الله عليه و اله: يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل، في كل سنة..»(61).

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة. ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب..»(62).

فضائل زيارة قبور المعصومين

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي، وكنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة»(63).

وقال الإمام الحسن عليه السلام لرسول الله صلي الله عليه و اله:

«يا أبه ما جزاء من زارك؟ فقال صلي الله عليه و اله: من زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك كان حقاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتى أخلصه من ذنوبه»(64).

قال الإمام الصادق عليه السلام: «من أتى الحسين عليه السلام عارفاً بحقه كتبه الله تعالى في أعلى عليين»(65).

قال الإمام الرضا عليه السلام في كتاب له إلى البزنطي (أحد أصحابه):

«أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله عزوجل ألف حجة» قال (البزنطي): فقلت لأبي جعفر عليه السلام: ألف حجة؟! قال عليه السلام: «إي والله وألف ألف حجة

لمن زاره عارفاً بحقه»(66).

الهوامش

(1) سورة التوبة: 122.

(2) سورة الزمر: 18.

(3) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص261 باب في ذكر ثواب زيارة الإمام الرضا * ج24.

(4) لمزيد من الاطلاع على تجاوزات الوهابيين على القيم والعقائد الإسلامية راجع كتاب (هذه هي الوهابية) للعلامة محمد جواد مغنية.

(5) الشريف حسين: هو الحسين بن علي (1856-1931م)، شريف مكة والحجاز (1908م)، أعلن الثورة العربية (1816م)، وطرد الأتراك وأصبح ملك الحجاز، هزمه ابن سعود الوهابي (1924م) فترك البلاد وأقام في نيقوسيا، توفي في عمان ودفن في الحرم الشريف، ملك ابناه عبد الله في عمان وفيصل في بغداد.

(6) هناك ثلاث احتمالات في المقام كلها مبنية على الروايات وتوجد هذه الروايات في بحار الأنوار: ج43 ص180 باب ما وقع عليها من الظلم.

الاحتمال الأول: إنها في البقيع، الاحتمال الثاني: أنها في بيتها، الاحتمال الثالث: أنها بين قبر الرسول عليهم السلام ومنبره.

(7) كامل الزيارات: ص324 فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهم السلام الباب 106، وأنظر ثواب الأعمال: ص98 ثواب من زار قبر فاطمة بنت موسى عليه السلام.

(8) كامل الزيارات: ص324 ب106 فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهم السلام بقم ح2.

(9) مصباح الكفعمي: ص473 فصل 41 في الزيارات.

(10) سورة إبراهيم: 7.

(11) تفسير القمي: ج1 ص371 فبي تفسير سورة إبراهيم.

(12) سورة الإسراء: 20.

(13) ثواب الأعمال: ص187 ثواب من ذكر عنده أهل بيت النبي عليهم السلام.

(14) كامل الزيارات: ص104 ب32 ح9.

(15) كامل الزيارات: ص104 ب32 ح10.

(16) كامل الزيارات: ص104 ب33 ح1.

(17) كفاية الأثر: ص249 باب ما جاء عن الباقر عليه السلام.

(18) ثواب الأعمال: ص155 ثواب الصلاة على النبي عليهم السلام.

(19) ثواب الأعمال: ص155 ثواب الصلاة على النبي عليهم السلام.

(20) ثواب الأعمال: ص155 ثواب

الصلاة على النبي عليهم السلام.

(21) عدة الداعي: ص165 فصل.

(22) ثواب الأعمال: ص187 ثواب حب أهل البيت عليهم السلام.

(23) أمالي الشيخ الصدوق: ص268 المجلس 45 ح16.

(24) أمالي الشيخ الصدوق: ص39 المجلس 10 ح9.

(25) سورة النحل: 97.

(26) سورة النور: 31.

(27) دعائم الإسلام: ج2 ص163 ح582 فضل ذكر لباس الحلي.

(28) سورة النحل: 89.

(29) الكافي: ج1 ص261 ح2.

(30) الكافي: ج1 ص201 ح1.

(31) سورة النحل: 96.

(32) أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج1 ص188 قصة الشورى.

(33) تفسير تقريب القرآن للأذهان: ج14 ص145 سورة النحل الآية 96.

(34) كنز الفوائد: ج1 ص319 فصل من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر العلم.

(35) الصراط المستقيم: ج2 ص68 فصل في كون علي بن أبي طالب عليه السلام خير البرية بعد النبي عليهم السلام.

(36) مصباح الكفعمي: ص299 من دعاء النبي عليهم السلام.

(37) سورة فصلت: 33.

(38) سورة النحل: 125.

(39) سورة التوبة: 122.

(40) سورة المائدة: 2.

(41) سورة النساء: 59.

(42) سورة المائدة: 55.

(43) سورة التوبة: 119.

(44) سورة الحج: 32.

(45) سورة الشورى: 13.

(46) سورة النساء: 82، وسورة محمد: 24.

(47) سورة الأنعام: 155.

(48) سورة النمل: 91 _ 92.

(49) سورة ص: 29.

(50) أمالي الشيخ الصدوق: ص10 المجلس 3 ح3.

(51) غوالي اللئالي: ج1 ص99 الفصل 6 ح17.

(52) أعلام الدين: ص426 باب ما جاء من عقاب الأعمال.

(53) بحار الأنوار: ج10 ص247 ب16 ح13.

(54) سورة البقرة: 269.

(55) الكافي: ج1 ص185 ح11.

(56) الكافي: ج1 ص180 ح2.

(57) سورة القصص: 50.

(58) غيبة النعماني: ص130 ب7 ح7.

(59) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص122 ب35 ح1.

(60) أمالي الشيخ الصدوق: ص141 المجلس 29 ح6.

(61) بحار الأنوار: ج44 ص292 ب34 ح37.

(62) أمالي الشيخ الصدوق: ص73 المجلس 17 ح4.

(63) كامل الزيارات: ص13 ب2 ح12.

(64) أمالي الشيخ الصدوق: ص59 المجلس 4

ح4.

(65) ثواب الأعمال: ص85 ثواب من زار قبر الحسين عليه السلام.

(66) أمالي الشيخ الصدوق: ص64 المجلس 15 ح9.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.